ولمّا أخفى الله عزّ وجلّ وقت السّاعة عن النّاس، فإنّه قد أعطاهم علامات وأمارات تدلّ على اقتراب وقوعها، وقد وردت هذه الأمارات في القرآن الكريم تحت مسمّى أشراط السّاعة، قال تعالى:" فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا "، محمد/18. وقد وردت الكثير من الأحاديث المذكور فيها أشراط السّاعة جملةً وتفصيلاً، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لا تقوم السّاعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة، وحتّى يبعث دجّالون كذّابون قريب من ثلاثين، كلّهم يزعم أنّه رسول الله، وحتّى يقبض العلم، وتكثر الزّلازل ويتقارب الزّمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل، وحتّى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يُهِمَّ رَبَّ المال من يقبل صدقته، وحتّى يعرضه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به، وحتّى يتطاول النّاس في البنيان، وحتّى يمرّ الرّجل بقبر الرّجل، فيقول: يا ليتني مكانه، وحتّى تطلع الشّمس من مغربها، فإذا طلعت، ورآها النّاس آمنوا أجمعون، فذلك حين " لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا "، الأنعام/158 "، رواه البخاري. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" من أشراط السّاعة الفُحش، والتَّقَحُش، وقطعية الرّحم، وتخوين الأمين، وائتمان الخائن "، رواه البزار، والطبراني، وأحمد. وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" من أشراط السّاعة أن يمرّ الرّجل في المسجد، لا يصلي فيه ركعتين، وأن لا يسلّم الرّجل إلا على من يعرف "، رواه الطبراني. وقد قسّم أهل العلم هذه الأشراط إلى قسمين، هما: علامات السّاعة الصّغرى، وعلامات السّاعة الكبرى، وعلامات السّاعة الصّغرى يمكن تقسيمها إلى قسمين: قسم وقع، وقسم لم يقع بعد، والذي وقع فإنّه انقضى ومضى، وقد يكون ظهوره ليس مرّةً واحدةً، بل تظهر شيئاً فشيئاً، وقد يتكرّر حصوله، وقد يقع منه في اوقت الحالي أكثر ممّا وقع في السّابق. (3)
ليست هناك تعليقات: